ممثل سماحة المرجع النجفي (دام ظله) في مؤتمر الحوزة والجامعة، يؤكد



29/6/2024


‏* الحوزة مع الجامعة يشكلان العمود الفقري للحياة الكريمة للعراق ‏وخارجه؛ فالحوزة كما تتعامل ‏مع الجامعات العراقية، كذلك تسعى ‏في التعاون مع الجامعات السليمة عن الزيغ في أطراف المعمورة.‏

‏* لا يستغني رواد ‏الحوزة عن جهود خريجي الجامعات، وكذلك ‏الجامعات تستعين وتستنير وتسترشد في جميع مراحل ‏الحياة ‏وبجميع كوادرها وروادها بالحوزة الشريفة

‏* إن الله سبحانه مَنّ علينا بالحوزة العلمية وجعلها مستقرة في ‏النجف الأَشرف، كما مَنّ علينا ‏بالجامعات المنبسطة في أطراف الوطن ‏العزيز، ومعلوم أن كلتا النعمتين تشكلان العنصر الأساسي لعزّة ‌‏المؤمنين.‏

‏*  من المؤسف اشتراك ‏بعض الأساتذة أيضاً وبشكل رسمي في بث ‏الإلحاد والأفكار المنحرفة في الوقت الذي يعتبر فيه ‏الأُستاذ مربياً ‏وهادياً ومعلماً.‏

‏*  ينبغي  للكوادر الجامعية  الحيلولة دون نشر الفساد الخلقي في ‏الجامعات، وعليهم أن يسعوا ‏في دفع البنين والبنات إلى الالتزام ‏بالدين وبالابتعاد عن ما يدعوا إليه الشيطان.‏


    شارك ممثل سماحة المرجع النجفي(دام ظله) ومدير مكتبه المركزي في النجف الاشرف سماحة ‏الشيخ علي النجفي في المؤتمر العلمي الدولي التاسع لجمعية الدراسات التخصصية بين الحوزة ‏والجامعة والذي أقامته جمعية الدراسات التخصصية بين الحوزة والجامعة، وتحت شعار (الحوزة ‏والجامعة مواقف الماضي وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل).‏

وألقى ممثل سماحة المرجع النجفي (دام ظله) سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأَييده) كلمة ‏المكتب، أكَّد فيها على أهمية التعاون بين الحوزة العلمية والجامعة لتعزيز نشر الوعي السليم، ‏والاستفادة من جهود خريجي الجامعات.‏

كما وأكّد البيان أنَّه يجب الحذر من الحركات الفكرية الخاطئة والتوجهات الإلحادية في ‏الجامعات، والتأكيد على دور الأستاذ كمرشد ومعلم، وضرورة أن تسعى الجامعات إلى الحفاظ ‏على الأخلاق والالتزام الديني، وتجنب الاختلاط غير المبرر بين الطلاب.‏

وفي ما يلي نص البيان: ‏


كلمة مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ ‏بشير حسين النجفي(دام ظله) ‏للمؤتمر العلمي الدولي التاسع ‏لجمعية الدراسات التخصصية بين الحوزة والجامعة.‏

العدد: 538 التاريخ: 20 ذو الحجة 1445هـ، الموافق: 27/ 6/ 2024م.‏

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على إكمال الدين وإِتمام النعمة ورضا الربّ، وصلى الله على سيد المرسلين أبي ‏القاسم ‏محمد وعلى آله الغر الميامين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين..‏ ‏

قال الله سبحانه:  (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْـمَ دَرَجَاتٍ)‏.‏ ‏

وقال عز وجل: ‏(وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً).‏ ‏

صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.‏ ‏

إِن المفاضلة في تقييم الرجال وقيمتهم لدى المجتمعات تكونُ على أساس عدّة معايير نذكر ‏منها ثلاثاً:‏ ‏

المعيار الأول: طرحه النظام الرأسمالي: وهو مقدار ما يملك الإِنسان.‏ ‏

المعيار الثاني: القوة الجسمية، وهذا ما كانت عليه المجتمعات الرومانية في العهود السابقة.‏ ‏

المعيار الثالث: الذي طرحه الإسلام ونظّر له القرآن.‏ ‏

وهو الإِيمان، وهناك درجات للعلم.‏ ‏

ومعلومٌ أن الحياة في الدنيا وكذلك في الآخرة لا تستمر ولا تستقيم بدون توفر مستلزماتها، ‏ومع ‏ذلك أنه سبحانه وتعالى لم يأمرنا بازدياد وطلب الإفاضة فيهما مثل ما أمرنا بطلب العلم، ‏وافاءَه ‏علينا، وخصَّ الخطاب المذكور بالنبي الأعظم؛ لأنه أشرف المخلوقات وأمره بطلب الزيادة ‏لأشرف ما ‏يفتقر إليه الإنسان وهو العلم.‏ ‏

إن الله سبحانه مَنّ علينا بالحوزة العلمية وجعلها مستقرةً في النجف الأَشرف، كما مَنّ علينا ‌‏بالجامعات المنبسطة في أطراف الوطن العزيز، ومعلوم أن كلتا النعمتين تشكل العنصر الأساس لعزّة ‌‏المؤمنين، فإن ما يتعلمه شبابنا في الجامعات مما ينفع الناس لدنياهم، وعطاء الحوزة العلمية يمهد ‏طريق ‏الشرف لدنياهم وأخراهم ‏ ‏

وباجتماعهما تحل الكرامة لجميع البشرية في أرجاء العالم بخطبائها ووعاظها والمؤلفين والحكماء ‌‏وأصحاب النظريات.. وغيرهم. ‏ ‏

والحوزة مع الجامعة يشكلان العمود الفقري للحياة الكريمة للعراق وخارجه؛ فإن الحوزة كما ‏تتعامل ‏مع الجامعات العراقية، كذلك تسعى في التعاون مع الجامعات السليمة عن الزيغ في أطراف ‏المعمورة.‏ ‏

وإِنما تعيش الجامعات السعي فيها لخدمة الشعوب في ظل إرجاع العلم إلى الصانع الأول، ‏وإِلا لفسدت ‏الدنيا كما فسد جزءٌ منها بالانحرافات التي أدّت وتودي بالإِنسانية والإِنسان إلى ‏الهلاك والضياع.‏ ‏

والحوزة العلمية في النجف الأَشرف أُم الحوزات العلمية في العالم ومنطلق الحوزات كلها؛ لأنها ‌‏تستقي من مبادئ الدين الحنيف، وتعيش في ظل ورعاية سيد الأوصياء أمير المؤمنين (صلى الله ‏عليه ‏وعلى أولاده المعصومين) وتجعل من الإِنسان سائراً على الصراط المستقيم.‏

فينبغي لنا أن نلتفت في هذا الاجتماع المحترم إِلى أوجه التعاون المشترك بين الحوزة العلمية ‌‏والجامعة، فالحوزة مفتقرة إلى الواعيين لتستعين بهم على نشر الوعي السليم في المجتمع، ولا يستغني ‏رواد ‏الحوزة عن جهود خريجي الجامعات، وكذلك الجامعات تستعين وتستنير وتسترشد في جميع ‏مراحل ‏الحياة وبجميع كوادرها وروادها بالحوزة الشريفة؛ ليعرف كُل فردٌ ما ينبغي وما يجوز فعله وما ‏لا يجوز في ‏ضوء الشريعة الغراء.‏ ‏

وفي هذا الصدد نسترعي انتباه قادة الجامعات وروادها أن هناك حركات فكرية خاطئة ‏وتوجهات ‏إلحادية وراءها نفوس خبيثة وألسن شريرة تبث أفكاراً غير سليمة في الجامعات، ومن ‏المؤسف اشتراك ‏بعض الأساتذة أيضاً وبشكل رسمي في بث الإلحاد والأفكار المنحرفة في الوقت ‏الذي يعتبر فيه ‏الأُستاذ مربياً وهادياً ومعلماً.‏ ‏

ونتوسم في هكذا مؤتمرات الجدّية في التعاون فيما يمنح الفرصة لأبنائنا من اكتساب العلم ‏النافع، ‏وجعل العلم وسيلة لمعرفة عظمة الخالق وبديع صنعه، ومن ثم العمل به إلى ما يأخذ بشعوبنا ‏إلى ‏التقدم والعلو في الدارين.‏ ‏

فنأمل من كوادر الجامعات وروادها اللجوء إلى الحوزة العلمية لمعرفة الفكر السليم من غيره، ‏وعليهم ‏أن يسترشدوا من الحوزة العلمية ما يعينهم على رد الشبهات ويوفر لهم السلامة في ‏سلوكهم.‏ ‏

كما ينبغي  للكوادر الجامعية  الحيلولة دون نشر الفساد الخلقي في الجامعات، وعليهم أن ‏يسعوا ‏في دفع البنين والبنات إلى الالتزام بالدين وبالابتعاد عما يدعوا إليه الشيطان من الاختلاط ‏بين ‏الصنفين غير المبرر وغير المسوغ، وأن يكون زيّ أبنائنا وبناتنا محتشماً؛ ولتكن بناتنا عزيزات في ‏الجامعة ‏كما هنَّ في وبيوتهنَّ.‏ ‏

أَرجو الله أن يوفقنا لما فيه سلامة عمودي الحياة كليهما الحوزة العلمية والجامعة أنه رحيم ‏ودود..‏ ‏

والسلام.‏




اشترك في قناة النجفي تليجرام


أرسال
طباعة
حفـظ