وفد العتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة يزور المكتب المركزيّ لسماحة المرجع النَّجفيّ(دام ظله)
15/4/2025
في سياق الزيارات الدوريَّة التي يحرص عليها خدام أبي الفضل العباس (عليه السلام) إلى مدينة النجف الأشرف، استقبل المكتب المركزيّ لسماحة المرجع الديني النَّجفيّ (دام ظله) وفدًا من منتسبي العتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة. وألقى سماحة السيد محمد طاهر الجزائريّ- ممثل المرجع النَّجفيّ (دام ظله)- محاضرةً توجيهيَّةً أمام الوفد الضيف، حيث تناول فيها بعمق أهمية الإخلاص والتفاني بوصفهما حجر الزاوية في خدمة زوار العتبات المقدَّسة.
الإخلاص لوجه الله تعالى
وفي هذا الصدد، أكَّد السيد الجزائريّ على أن الدافع الأسمى لهذه الخدمة المباركة يجب أنْ يكون خالصًا لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته، مشدّدًا على ضرورة تجريد النية من أيِّ غرضٍ دنيويٍّ أو رغبةٍ في الشهرة والمنزلة. بل يجب أنْ ينصبَّ التركيز على خدمة زوار أبي الفضل العباس (عليه السلام) بصفتهم ضيوف الرحمن والسائرين على نهج أهل البيت (عليهم السلام).
محاسبة النفس ومراقبة النّيَّات
علاوة على ذلك، حذر السيد الجزائريّ من الآفات النفسيَّة التي قد تعتري العاملين في هذا المجال، مضيفًا أنّ الوقوع في براثن التوهم والتكبر والاعتقاد بالوصول إلى مقاماتٍ عاليةٍ بمجرد الخدمة يعد أمرًا خطيرًا. لذا، دعا المنتسبين إلى المحاسبة المستمرة والدقيقة للنفس ومراقبة النوايا والأفعال بتمعن، مؤكّدًا على أنَّ الخدمة الحقيقية هي التي تولد التواضع والاجتهاد في تقديم الأفضل للزائرين، مع استشعار عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
الصدق ..ركيزةٌ أساسية لقبول الخدمة
من جهةٍ أخرى، أولى السيد الجزائريُّ اهتمامًا خاصًا بالصدق في النية والعمل، موضحًا أنه يمثل الركيزة الأساس لقبول الخدمة ونيل البركة الإلهيَّة. وفي هذا السياق، أشار إلى أنَّ الخدمة الصادقة هي التي تقرّب القائمين بها والمنتفعين منها إلى الله تعالى وإلى أهل البيت (عليهم السلام). كما وجه رسالةً واضحةً للخدام بضرورة التحلي بالصدق في الأقوال والأفعال وجعل الخدمة خالصة لوجه الله تعالى، مؤكّدًا أنّ الله سبحانه وتعالى هو المعين والموفق للصادقين.
مداومة نية الخدمة ..الهدف
وفي الختام، نبَّه ممثل المرجع النَّجفيّ (دام ظله) إلى خطر تبدّل النّيات أثناء أداء الخدمة، محذرًا من أنَّ ذلك قد يؤدي إلى ضياع الأجر والثواب المنشود. وبناءً على ذلك، دعا المنتسبين إلى الاجتهاد في الحفاظ على النية الخالصة وتجديدها باستمرار، مشدّدًا على أهمية تذكر الدافع الأول للانخراط في خدمة زوار أبي الفضل العباس (عليه السلام) والإبقاء عليه بصفته حافزاً دائماً في كلّ عملٍ يقدّمونه.