ترجمة كلمة سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الشيخ بشير حسين النجفي(دام ظله) حول الأحداث الأخيرة في باراشنار الباكستانية، وإلى الأعزاء هناك.
27/7/2024
العدد: 11 التاريخ: 21 محرم الحرام 1446هـ، الموافق: 27/7/2024م.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
من المؤسف إنّنا تلقينا أخبارًا مثيرة للقلق بشأن منطقة باراشنار الباكستانية خلال الأيام القليلة الماضية، وأمام أعين كافة الأجهزة الحكومية والأمنية، إذ يستهدف الإرهابيون المؤمنين هناك وبشكل مستمر.
ومن المثير للدهشة.. إلى متى تحمل الأمة جنازات شبابها على أكتافها؟ والذين كان لهم _وما زالوا_ دوراً أساسياً في تأسيس دولة باكستان الإسلامية، أنّه أمرٌ يتجاوز الفهم! فهل قادة هؤلاء الإرهابيين يتمتعون بهذا القدر من النفوذ ما يجعل جميع مؤسسات البلاد عاجزة؟
فتقع على عاتق الحكومة مسؤولية توفير السلام والأمن والنظام لكل مواطن في البلاد، واتخاذ تدابير عملية حتى يدرك المواطنون أن الحكومة ومؤسسات الدولة تؤمن بالتدابير العملية التي تتجاوز الكلمات.
وليكن واضحًا للجميع أن هناك العديد من البلدان يعيش فيها الناس ومن مختلف الديانات معًا بسلام.. ويتبعون دينهم وعقيدتهم، فينبغي للعلماء وذوي النفوذ أن يلعبوا دورهم بنشاط في تعزيز الحياة السلمية المتبادلة، ولا ينبغي للمؤمنين أن يتركوا إخوانهم وحدهم وسط مجموعة الإرهابيين في هذا الوقت العصيب، فعلى الأقل شمولهم في دعواتکم.
أعزاءنا، صحيح إنّنا على بُعد أميال منكم، ولا نستطيع أن نكون حاضرين في خدمتكم.. لكنكم في قلوبنا وفي دعواتنا _وليس في دعواتنا فقط_ بل ورحمة الله وکرم وألطاف أهل البيت (صلوات الله عليهم) معكم أيضاً، وشهدائنا مع أهل البيت (عليهم السلام).. وهم تحت شفاعتهم الخاصة، لاسيما أنظار وليّ الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه).. (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظیم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..