ممثل سماحة المرجع النجفي(دام ظله) يستقبل وفدًا من طلاب دورة القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة.
28/9/2024
في لقاءٍ يعكس الاهتمام البالغ بتربية النشء القرآني، استقبل ممثل سماحة المرجع النجفي (دام ظله) ومدير مكتبه المركزي في النجف الأشرف سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأَييده) وفدًا من طلاب دورة القرآن الكريم التابعة للعتبة العباسية المقدسة، برفقة مدربيهم والمشرفين عليهم. وتضمن اللقاء نقاشات متعددة تمحورت حول أهمية القرآن الكريم في تشكيل الشخصية الإسلامية، بالإضافة إلى تقديم الشيخ النجفي توجيهات روحية وتربوية للطلاب والأساتذة على حد سواء.
استقبال حافل واحتفاء بالدور القرآني رحب سماحة الشيخ علي النجفي بالوفد القرآني، معبرًا عن اعتزازه الكبير بزيارة طلاب القرآن الذين وصفهم بـ"حملة النور"، مشيرًا إلى أن هذه اللقاءات تعدّ فرصة ثمينة لتشجيع الجيل الناشئ على التمسك بالقرآن الكريم والاستفادة من تعاليمه. وأثنى على جهود العتبة العباسية المقدسة في تنظيم مثل هذه الدورات، موضحًا أنها تسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الإسلامية وغرس قيم القرآن في نفوس الشباب. وقال الشيخ النجفي: "إن الله تعالى يبارك في الجهود التي تُبذل في سبيل القرآن، وإن أبناء هذه الأمة الذين يحفظون القرآن هم طريق الصلاح والهداية في الدنيا، ووسيلة لتحقيق النجاح في الآخرة، فأبناؤنا هم ذخيرة المجتمع، وأمله في مستقبل مشرق".
توجيهات تربوية وروحية وفي حديثه للطلاب، قدَّم سماحة الشيخ النجفي جملةً من التوجيهات التي ركزت على أهمية التحلي بأخلاق القرآن الكريم، وتطبيق تعاليمه في الحياة اليومية. ونوّه إلى أن حفظ القرآن وحده لا يكفي، بل يجب فهم معانيه والعمل به، قائلاً: "القرآن ليس مجرد كتاب تقرأه، بل هو منهج حياة، ويجب أن يكون في قلب كل مؤمن، فمن يُحسن فهمه ويطبّق أحكامه، يُبارك له الله في الدنيا والآخرة". وأردف قائلًا: "الإنسان المميز هو من يجعل القرآن رفيقًا له في كل لحظة، فمن يتقرب إلى الله بقراءة القرآن ويجعل كلام الله منهجًا لحياته، ينال خير الدنيا والآخر،. وللشباب الذين يسيرون على نهج القرآن مكانة عظيمة عند الله -سبحانه وتعالى-، فكونوا من هؤلاء الشباب المميزين الذين يضيئون المجتمع بنور القرآن".
إشادة بالعوائل والأساتذة توجه سماحة الشيخ النجفي بتحيةٍ خاصة إلى عوائل الطلاب المشاركين في الدورة القرآنية، مثمنًا دورهم في تربية أبنائهم تربية قرآنية صحيحة. وقال: "العوائل التي تسعى لتربية أبنائها على القرآن الكريم هي بحق نموذج للأسر المسلمة المثالية، وهي تسهم في بناء مجتمع قائم على القيم الدينية والأخلاقية". وأكَّد أن دعم العوائل يعدّ ركنًا أساسيًا في مسيرة الطلاب نحو النجاح في حفظ القرآن وتعلم أحكامه. كما عبّر الشيخ النجفي عن شكره العميق للأساتذة والمدربين المشرفين على دورة القرآن، مشيرًا إلى أن جهودهم الدؤوبة في تعليم الشباب وتحفيظهم القرآن تساهم بشكل كبير في نشر النور القرآني بين الأجيال الصاعدة. وأكَّد أنَّ هذه الجهود هي من أسمى الأعمال التي تقرّب العبد إلى الله.
أهمية حفظ القرآن الكريم ودوره في الحياة خلال اللقاء، شدَّد الشيخ النجفي على أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب للتلاوة، بل هو مصدر أساسي للهداية والنجاح في الدنيا والآخرة. وأشار إلى فضل حافظ القرآن، قائلاً: "حافظ القرآن يحظى بمكانة عظيمة عند الله، فالقرآن سيكون شفيعًا له يوم القيامة، ويقف بجانبه في كل موقف صعب، كما أن نور القرآن سيضيء له طريقه نحو الجنة". وأضاف: "الشاب المميز هو من يختار طريق القرآن على طريق اللهو والانشغال بالأمور الدنيوية الفانية. إن القرآن هو البوصلة التي تقودنا إلى الخير، ومن يحفظه ويعمل به، سيجد بركة في عمره وفي كل خطواته".
دعم متواصل للأنشطة القرآنية أكَّد الشيخ النجفي خلال حديثه على أن المرجعية الدينية تواصل دعمها المستمر لكل المبادرات والأنشطة التي تهدف إلى نشر الثقافة القرآنية في المجتمع. ودعا المؤسسات الدينية والتعليمية إلى مضاعفة جهودها في تعليم القرآن وتحفيظه، باعتباره أحد الركائز الأساسية لبناء مجتمعٍ إسلاميٍّ قويٍّ. كما دعا الشيخ النجفي الشباب المشاركين في الدورة إلى مواصلة مسيرتهم القرآنية، وعدم الاكتفاء بحفظ النصوص فقط، بل العمل على تطبيق قيم القرآن في حياتهم اليومية، متمنيًا لهم التوفيق والنجاح في كل خطواتهم المستقبلية.
تعبير عن الامتنان والتقدير في ختام اللقاء، عبّر الطلاب ومدربوهم عن عظيم امتنانهم لسماحة الشيخ النجفي على حسن الاستقبال وعلى التوجيهات القيمة التي تلقوها، والتي ستظل نبراسًا لهم في رحلتهم القرآنية. وأكَّدوا أن مثل هذه اللقاءات تشكل دافعًا كبيرًا للاستمرار في حفظ وتلاوة القرآن والعمل على نشر تعاليمه.