ممثل المرجع النجفيِّ (دام ظله) يستقبل وفدًا من مقاتلي الحشد الشعبي ويؤكَّد
"غبار المجاهدين مبارك".
9/2/2025
استقبل ممثل المرجع الديني سماحة الشيخ بشير النجفي (دام ظله) ومدير مكتبه المركزيّ في النجف الأشرف سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأييده) وفدًا من مقاتلي الحشد الشعبيّ، حيث ساد اللقاء جوٌّ من الود والتقدير للمجاهدين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن العراق ومقدساته.
وخلال الاستقبال، أعرب الشيخ النجفي عن سعادته بلقاء المجاهدين الأبطال، مشيدًا بدورهم في حماية العقيدة والوطن، مؤكّدًا أنَّ ما قدموه من تضحياتٍ كان سببًا في حفظ بيضة الإسلام.
دور المجاهدين في حفظ الدين والمقدسات
أكَّد سماحة الشيخ علي النجفي خلال حديثه مع الوفد على أهمية دور مقاتلي الحشد الشعبي في حفظ المقدسات، ناقلًا كلام العلماء بأن لولا تضحياتهم لما بقيت العمائم على رؤوس العلماء، قائلًا: "أنتم إن شاء الله فيكم البركة، فأنتم من حفظتم العقيدة والمقدسات، وجهادكم هو جهادٌ مقدس، نسأل الله أنْ يحفظكم ويبارك بكم".
وأشار إلى أن ما قدَّمه الحشد الشعبي هو شرفٌ عظيم، فهم الذين دافعوا عن مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وعن المقدسات، واستطرد قائلًا: "غبار المجاهدين على أقدامهم مبارك، لأنَّهم دافعوا عن قبر سيد الشهداء، وعن عزِّ وشرف هذا البلد المبارك الذي يحوي مرقد أمير المؤمنين، وسيكون عاصمة الإمام المهدي (عج)".
أهمية الاستغفار في التهيؤ للأشهر المباركة
وتطرق سماحة الشيخ النجفي إلى أهمية الاستعداد الروحيّ لاستقبال شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أنَّ شهري رجب وشعبان هما مقدمة روحية هامة للعبادة والطاعة، حيث قال: "هذه الأشهر الحرم لها حرمتها وبركتها، وشهر شعبان محطةٌ استعدادٍ للقاء الله في شهر الرحمة والمغفرة".
وأضاف: "الاستغفار في هذه الأشهر له أثرٌ بالغٌ في تنقية القلوب وتجهيز النفس لعبادة الله، فمن المهم أنْ يستغفر الإنسان بشكلٍ يوميٍّ، لأن الاستغفار يجلي القلوب من أدران الدنيا، ويمهد للخشوع في الطاعة".
تحذير من التهاون في العبادة والتقصير في الصلاة
وفي سياق حديثه عن الاستغفار، شدَّد سماحة الشيخ النجفي على خطورة التهاون في العبادة والتقصير في الصلاة، مستشهدًا بروايات تؤكد أهمية الوقوف بين يدي الله بخشوع، قائلًا: "الإنسان أحيانًا يشعر بأنه أدى واجبه تجاه الله، في حين أن مجرد هذا الشعور هو تقصيرٌ بحد ذاته، لأنَّ فضل الله علينا لا يمكن أن يُقارن بما نقدمه من عبادات".
وأضاف في مثال تعبيري: "لو أعطاك أحدهم سيارة فاخرة مع كل احتياجاتها، وطلب منك فقط أن توصِل زميلك إلى العمل، فهل ستكون أنت المتفضل على زميلك أم أنَّ المتفضل هو من أعطاك السيارة؟ الله سبحانه وتعالى وهبنا كلَّ شيءٍ، ونحن نظلُّ في مقام العبد الذي عليه أنْ يؤدي حق العبادة بإخلاص وخضوع."
التواضع أمام الله والابتعاد عن الغرور في الطاعة
كما نبّه سماحة الشيخ النجفي إلى أنَّ بعض الناس قد يقع في الغرور الروحي، حيث يظن أنه بلغ مقامًا عظيمًا لأنه يصلي ويصوم، في حين أن ذلك لا يعدو كونه الحد الأدنى من العبودية. وقال: "حتى في الصلاة، يجب أن نقف بين يدي الله بوقار، لأننا أمام خالق السماوات والأرض، هناك رواية تقول إنَّ الشيطان يقبّل موضع الحكم على لحية المصلي إذا عبث بها أثناء الصلاة، لأنه استطاع أن يخرجه من أدب الوقوف بين يدي الله".
ودعا إلى مجاهدة النفس على التركيز في الصلاة، مؤكدًا أن التشتت الذهني أثناء العبادة يُنقص من أثرها الروحي، قائلًا: "حين يقف أحدنا للصلاة، قد تأتيه أفكارٌ عن مشاكله وهمومه الدنيوية، لكنه يجب أن يقطع هذه الأفكار ويركّز على عظمة الله، لأن الله هو الذي بيده حل كل الأمور".
واختتم سماحته حديثه بالتأكيد على أنَّ الجهاد في سبيل الله ليس مقتصرًا على القتال فحسب، بل يشمل الجهاد بالنفس والمال والعبادة، داعيًا الجميع إلى مواصلة مسيرة العطاء والتقوى، والتحلي بروح المسؤولية تجاه الدين والمجتمع.