أقام معتمد مكتب سماحة المرجع النجفي (دام ظله) في محافظة النجف الأشرف مجلس عزاء بمناسبة شهادة الإمام الباقر ومسلم بن عقيل (عليهما السلام) في أحد مقرات أبطال فتوى الجهاد الكفائي بمحافظة كربلاء المقدسة.

وقال الشيخ نبيل الكناني أثناء إقامته لمجلس العزاء إن إحياء ذكرى شهادتي إمامنا الباقر وسيدنا مسلم (عليهما السلام) أمرٌ في غاية الأهمية، لما لهما من حقٍ كبيرٍ علينا، ولما قدماه من تضحياتٍ ومواقف عظيمة في نصرة الإسلام، حيث عبّرا بوضوحٍ تام عن دفاعهما عن حياض الدين الحنيف.

وأشار خلال مجلسه العزائي إلى دور الإمام الباقر (عليه السلام) كعلم الأولين والآخرين وسيرته العظيمة، وما بثّه من علوم آبائه الكرام، وهو أمرٌ لا يمكن إنكار فضله فيه أبداً. وعن حياة سيدنا مسلم بن عقيل (عليه السلام)، فقد ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام) قوله في حقه حين أرسله إلى أهل الكوفة: "وإني باعثٌ إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل".

إن كون مسلم بن عقيل (عليه السلام) أخاً لسيد الشهداء (عليه السلام) هو اختصاصٌ وفضلٌ عظيمٌ، وإن بلوغه رتبةً يكون فيها موضع ثقته، فهذا يدل على مكانته السامية؛ إذ إن الوثاقة لا تأتي بمجرد الصدق، فقد يكون الإنسان صادقاً ولكنه بسيط فيُخدع، أو يكون صادقاً لكنه لا يثبت ولا يدقق، فلا يمكن الاعتماد عليه. أما مسلم بن عقيل، فقد كان موضع الاعتماد، وكان عيناً للإمام الحسين (عليه السلام)، ينقل له الصورة بحسب الظاهر، إذ ليس المطلوب في الاعتماد سوى التثبت ظاهراً، وإيكال البواطن إلى الله عز وجل، وبالتالي فإنه لا يتحمل غدر أهل الكوفة وانقلابهم.

وفي ختام المجلس العزائي، قدّم الشيخ الكناني التعازي للإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) ولمراجع الدين وللأمة الإسلامية بهذه الذكرى الأليمة.