استقبل مكتب سماحة المرجع النجفي (دام ظله) وفودًا من الزائرين القادمين من الجمهورية ‏الإسلامية الإيرانية، ضمن فعاليات استقبال الزائرين المتجهين صوب العتبات المقدسة لأداء مراسم ‏زيارة الأربعين في العراق.‏

وتضمّن اللقاءً محاضرة القاها سماحة السيد محمد طاهر الجزائري تناول فيها أهمية البعد ‏الأخلاقي في التعامل مع الآخرين، مستشهدًا بأحاديث نبوية وروايات أهل البيت (عليهم السلام) ‏التي تحثّ على التودد إلى الناس، وبيان أثر ذلك في بناء العلاقات الاجتماعية السليمة.‏

وقال السيد الجزائري في محاضرته: التودد إلى الناس نصف العقل، كما جاء عن النبي الأكرم ‌‏(صلى الله عليه وآله)، والتودد لا يعني مجرد المحبة، بل هو فعل وسلوك يقتضي بذل المعروف ‏للناس، سواء أكانوا من الأخيار أو حتى من أهل المعصية، فإن الدين يدعونا إلى أن يكون سلوكنا ‏انعكاسًا للعقل والرحمة، لا لما تضمره النفوس من نفور أو انزعاج.‏

وأضاف: ينبغي للمؤمن أن يربّي نفسه على الصبر في معاشرة الناس، فليس من شرط العمل ‏الصالح أن يكون المتلقي أهلًا له، بل إن روايات أهل البيت (عليهم السلام) تحثّ على اصطناع ‏المعروف لكل بر وفاجر. وهذه الأخلاق، إذا فُعّلت في موسم زيارة الأربعين، فإنها تمثّل وجهًا ‏ناصعًا من وجوه التشيّع، وتجسيدًا لرسالة الإمام الحسين (عليه السلام) في الإيثار والرحمة.‏

وأكد السيد الجزائري على أن زيارة الأربعين ليست مجرد عبادة شعائرية، بل هي مدرسة ‏سلوكية وروحية، تتجلى فيها معاني المحبة والتكافل والارتقاء بالنفس، داعيًا الزائرين إلى أن يكونوا ‏مثالًا يُحتذى في الأخلاق والمعاملة الحسنة.‏