الرئيسية
السيرة الذاتية
الأخبار
اخبار سماحة المرجع
أخبار المكتب
اخبار الوكلاء و المعتمدين
الارشادات و التوجيهات
الاستفتاءات
الدروس
دروس الفقه
دروس الاصول
دروس التفسير
دروس الاخلاق
المؤلفات
البيانات
السؤال:ما رأيكم في دمج بعض الابيات الشعرية في رثاء الامام الحسين (عليه السلام) و أهل البيت عليهم السلام أثناء قراءة بعض الأدعية المأثورة كدعاء أبي حمزة و دعاء كميل بحيث يتخلل الدعاء بعض التعليقات من القارىء وبعض القصص و الأشعار ثم يكمل الدعاء بغرض التأثير في المستمعين ، وهل أنه من الافضل قراءة الدعاء او زيارة وارث مثلاً كما وردت دون ادخال أي نص اخر عليها ؟ و كذلك ما رأيكم الشريف في طريقة إحياء ليالي القدر مثلاً بعدم الالتزام بما ورد في الكتب الخاصة من أعمال الاحياء و الاستعاضة عنها بأعمال أخرى او اضافة أعمال غير واردة كعدم قراءة دعاء الجوشن مثلاً و قراءة دعاء آخر , وهل يستحب مصيبة الحسين (ع) متخللة الاعمال المأثورة , ام تقرأ مستقلة ؟
الجواب:بسمه سبحانه اعلم يا بني ان الالتزام ( لمن يتمكن ولا يزاحمه شيء من الواجبات الشرعية ) بالنصوص هو الأفضل واختيار الأدعية المحددة من قبل المعصومين عليهم السلام لأزمنة وأمكنة معينة هو الأفضل بلا اشكال ، واختيار دعاء آخر ليس محرماً , وأما ذكر مصيبة اهل البيت (عليهم السلام) لا بعنوان أنه جزء من الدعاء المروي بل لأجل السعي لخلق الرقة والبكاء لدى الداعي والمستمع لابأس به فيكون هناك عملان أحدهما الدعاء والآخر البكاء على مصيبة سيد الشهداء (عليه السلام) مثلاً . و لا ريب أن البكاء على سيد الشهداء (عليه السلام) ينفع في خلق الرقة فيسهل على الإنسان إسالة الدموع من مخالفة الله عز وجل . و الله العالم
السؤال:هل دعاء صنمي قريش وارد عن المعصوم (عليه السلام) و هل سنده صحيح أم لا ؟
الجواب:بسمه سبحانه روي الدعاء عن المعصومين (عليهم السلام) و يصعب اثبات سنده حسب الموازين العلميّة و لا بأس بقراءته بقصد الدعاء فقط من دون الجزم بالنسبة إلى المعصوم (عليه السلام) مع ملاحظة الظروف الزمانية و المكانية ، و بدون الالتزام بتفسير هذا الدعاء بما لا يتلاءم مع الموازين العلمية . و الله العالم و هو الهادي
السؤال:هل يشترط في الدعاء أن يُتلفظ به ، خاصة وإنني أعاني من مشكلة وهي أن في نفسي وفي قلبي تجول ادعية بالسوء فمثلاً تجول في نفسي ادعية بالشر والسوء رغماً عني وتأتي على شكل وصيغ ادعية بالشر وانا لا اريد ان ادعو بهذه الادعية ولا احبها ولكنها تجول في نفسي وبقلبي بشكل مستمر ولا استطيع التخلص منها ولكن ما يخيفني ان تعتبر هذه ادعية وان يتأذى منها احد مع العلم انها تاخذ صيغ وشكل الدعاء وهي في نفسي ولا اتلفظ بها , فهل يجب ان اقلق منها واخاف ام كوني لا اتلفظ بها يجعلها لا تحتسب ولا مضرة منها اجيبوني ؟
الجواب:بسمه سبحانه : الدعاء هو طلب شيء من العالي مع ايجاد ما يدل على هذا الطلب من قول او فعل جوارحي , واما مجرد الخلجات النفسية فهي تدخل تحت عنوان الطلب او التمني القلبي غير المبرز بما يجعله داخلاً تحت الانشاء . هذا واعلم يا بني ينبغي للمؤمن ان يطهر نفسه من طلب وتمني الشر للمؤمن وان كان قد تأذى منه فان تألم من آذاك لايدر عليك نفعاً لافي الدنيا ولا في الاخرة وان ما تشعره من الراحة والتشفي لما ينال مؤذيك من الاذي يحرمك من السلوك اللائق بالمؤمن وهو ان لا يتمنى شراً للمؤمن فان تمكنك من كبح جماح نفسك الامارة بالسوء وعودتها وتسخيرها لعقلك فتدعوا بالهداية لمن آذاك وتتالم بمعرفة ما يلحق من آذاك من السوء تمكنت من الفوز بمراتب الصالحين , تأمل فيما قلت وكرر التأمل لعل الله سبحانه نفعك به , والله الهادي .
السؤال:ما هي شروط وآداب الدعاء الذي يلزم مراعاتها لاستجابة الدعاء وتأثيره ؟ واطلب من سماحتكم ان تدعو لي ولا تنسوني بالدعاء وخاصة عند صلاة الليل .
الجواب:بسمه سبحانه ذكر العلماء آداباً كثيرة للدعاء ،كما أنه قد ورد عن اهل البيت (عليهم السلام) ما يؤكد ذلك منها : أن تشعر قلبك الخشوع , ولا تشغل فكرك – أثناء الدعاء – بالدنيا ومحاولة البكاء والاجتهاد في الطلب , والإكثار من الدعاء للمؤمنين , والدعاء للوالدين قبل الدعاء لنفسك والصلاة على النبي (صلآ الله عليه وآله) قبل الدعاء وبعده , والإبتعاد عن المعاصي لتكون عبداً لله سبحانه ولا تكون عبداً لهواك ولا عبدا لعدو الله – الشيطان الرجيم – واستعن بكتاب (عدة الداعي ) لابن الفهد الحلي (قدس سره) وقد طبع بطبعة حديثة جيدة , والله الموفق .
السؤال:ارجو ان تشرح لي هذا الدعاء ولك الاجر والثواب ( الهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون وقصدك فيه القاصدون ، أمل فضلك ومعروفك الطالبون ولك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا ومواهب تمن بها على من تشاء من عبادك وتمنعها من لم تسبق له العناية منك وها انا ذا عبدك الفقير اليك المؤمل فضلك ومعروفك فان كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من خلقك وعدت عليه بعائدة من عطفك فصل على محمد واله الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين وجد علي بطولك ومعروفك يا رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم النيين وآله الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا إن الله حميد مجيد ، اللهم إني ادعوك كما امرت فاستجب لي كما وعدت انك لا تخلف الميعاد )
الجواب:بسمه سبحانه : اعلم يا بني ان المجال لايسع لشرح مستوفي لهذا الدعاء الجليل ونشير الى بعض المعاني الشريفة الموجودة في ثنايا كلمات هذا الدعاء ( الهي تعرض لك) اعلم يا بني ان كلمة (اله) تشير الى جميع الفضائل والمحامد ثم الاضافة الى ضمير المتكلم تحتوي اعترافاً بكل النعم التي ينتبه اليها الانسان ، (تعرض) تعني بمفهومها الموسع الملخص في أن الانسان من دون الاستحقاق والصلاحية – لما ارتكب – في حياته الخاصة والعامة وما ورث من النواقص والعيوب نتيجة ارتكاب آبائه وأمهاته الى مبدأ الخليقة هذا اذا كان الداعي غير معصوم وان كان معصوماً فالاحتياج الذاتي باعتباره ممكناً من الممكنات وعدم الاستحقاق بعنوان الفرض وان كان تمام الاستحقاق بمقتضى عبوديته وخضوعه المطلق له لمكتسباته وموروثاته من آبائه الصالحين وما حصل لديه من الانفعال والتاثر للامور التي اشرنا اليها , وقف اما تلك العظمة التي تشير اليها كلمة النهي . واما ( قصدك فيه القاصدون) فتعني أن العبد رغم ما فيه من الحاجة التي اشرنا اليها قد منَّ عليه الله تعالى بأن سمح له أن يتوجه اليه بقلبه فكلمة القصد تشير إلى ما اشرنا اليه من مقام العبد المطيع الرامي لمنه سبحانه . و ( أمل فضلك ومعروفك الطالبون) الرغبة والأمل هو الدافع والمحرك للعبد الى تلك الحركة التي أشرنا اليها , والفرق بين الفضل والمعروف أن الاول يعم النعم التي حصل عليها العبد الداعي من الجهات التكوينية التي أـشرنا اليها ، وتشمل الفضائل والفواضل . وكلمة المعروف تشير الى أنواع الاحسان التي يحصل عليها العبد في الحاضر والمستقبل ، والطالبون جاءت بصيغة الجمع ليجعل الداعي نفسه – ولو تكلفاً – ضمن الآملين فضله سبحانه ولا شكّ أن فيهم الصالحين والشهداء والصديقين والمعصومين فيتمنى أن يشمله ما يشملهم . و(لك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا ومواهب) فالنفحات جمع نفحة وهي الطيب والريح الطيبة والنسمات اللطيفة وهي كناية عن العطف الالهي لأن لوازمها مشتركة , والجوائز جمع جائزة ، وهي التي تعطي اكراماً للسابق والمجد ، والعطايا مطلق المنحة التي تمنح بدون الاستحقاق ، والمواهب جمع موهبة وهي تاتي بمعنى غدير الماء وكذلك تأتي بمعنى الموهب وهو الاسم من وهب وهو الشيء الذي يهبه أحد لاجل توطيد العلاقة بين الواهب والموهوب له اواسعافاً لامنية المتهب وهو يتضمن معنى الهبات مع الزيادة . و ( تمن بها على من تشاء من عبادك ) والمن يعني الإنعام بدون استحقاق وبدون تعب ممن أنعم عليه، وتعبير من تشاء ينبئ عن إيمان الداعي بأنه سبحانه منشأ كل خير ومشيئته تنشأ من منطلق الخير المطلق غير المحدود وغير المقيد والنابع عن الذات من دون انفعال او تاثير من العوامل الخارجية ، ويشير أيضاً قوله ( من عبادك) ان مشيئته تبحث عن من يستحق عنوان العبودية ولو كان مقصراً في القيام بمعناها وفي إضافة العباد الى ذات الباري استنزال للعطف وطلب لالتحاق الداعي بعباده الصالحين او القربين . و ( تمنعها من لم تسبق له العناية منك ) تعبير تمنع جاء ليدل على اعتراف الداعي بأنه إن لم تسبق العناية الالهية التي تتحقق ضمن تلك المعاني التي أشرنا اليها في أول الكلام فيحرم الانسان من التوفيق ولأجل ابتعاد العبد لتلك العوامل والتي تنجزها تتبع اختيار العبد عن ساحة العبودية في غير المعصوم المقتضية لاستحقاق كل النعم التي تتنزل منه سبحانه وفي ذلك اعتراف ايضاً بانه ان حرم من استجابة الدعاء كان ذلك لاجل ما فيه من الخسة واستحقاق البعد والطرد – نستجير بالله – من ساحة رحمته هذا في غير المعصومين واما اذا كان الداعي فالتاخير في ظهور اثار الاتجابة لمصلحة عامة متضمنة كفتح المجال للمعصومين للرقي نتيجة الاسلام والتسليم له سبحانه . و ( ها انا ذا عبدك الفقير اليك المؤمل فضلك ومعروفك ) في الإعتراف بالفقر والحاجة استعطاف واعتراف بأنه لا يستغني عنه سبحانه وعن توفيقه حتى في الدعاء ، وبإضافة الفقر منه الى الله سبحانه إقرار بأنه تعالى هو الغني بالذات وهو وحده القادر على ما يطلبه ويأمله منه , وقد أشرنا فيما تقدم الى ما ينبئ عنه ويشير اليه لفظ الفضل والمعروف . و( فان كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على احد من خلقك ) اضافة كلمة كنت تشير الى ان التفضل ينشأ من ذاته التي هي كل الخير و لا بالذات خير في سواه , والتفضل تشير الى كل النعم والكرامة التي تنبعث من عطفه ومنبع ذاته الى عباده في ظرف الليل وله خصوصية من جهة ان هذه الفواضل يخصها بالمتعشقين والمختلين به خلوه حبيب بحبيبه , وهذا التعبير يشير الى ما في بعض الروايات ان الله يفيض البهاء من كرم عطفه على المتجهدين . و ( عدت عليه بعائدة من عطفك ) وهذا التعبير يشير الى تتابع فضائله وعطاياته على عباده والتي تتجدد كل كل لحظة حسب امكان التجدد للمستعطي والمنعم عليه ونفس العود يعني انه يحدث – ربما- لهفوات العبد هذا في غير المعصومين ولتجدد الحاجة حسب الامكان الذاتي في المعصوم وغيره الانقطاع للالطاف ولكنه ذاته المقدسة التي هي منبع كل خير لا تسمح لعبد ان يضيع في ظلمات الحرمان فيعود عليه مرة بعد اخرى بالنعم والكرامة (فسبحانه سبحانه سبحانه) و(فصل على محمد واله الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين ) بما انه ينبغي ان يكون الدعاء محتوياً على التحميد والتمجيد في المقدمة فالكلمات والجمل المتقدمة كانت تصب في هذا المعنى وامرنا ان نصلي على النبي واله قبل الدعاء وذكر المطلوب فجاءت هذه الفقرة مقدمة لذكر المبتغى للداعي , كما يأتي في نهاية هذا المعنى ولكن في ذكر كلمة الطيبين هنا والطاهرين والخيرين الفاضلين اعتراف من الداعي بالقصور والتقصير الذي جعله خارج الحضيرة التي فيها الرسول الاعظم (ص) والذرية المعصومة من اله (ع) وفي المعصومين تنبعث الرغبة من الافتقار الذاتي في الاستمرار في الرقي بمنه سبحانه , فالطيب هو النزيه العنصر بالنزاهة التي تشرف بها المعصومون (ع) على غيرهم والطهارة هي العصمة التي تجعلهم (ع) في مكانة خاصة واصبحوا لاجلها ولاة الامر واولياء النعم وقادة الامم وحفظة الشريعة وحملة الاسلام وقدوة الانام , والخيرين يعبر عنهم انهم فاعلوا الخير بذواتهم ومجيء هذا التعبير بعد الطهارة والعصمة يشير الى ان الخير ينبعث عن ذواتهم المقدسة وليسوا متكلفين بذلك والفاضلين يعني الكمالات التي حضوا بها من الله سبحانه المكتسبة منها والموهوبة وانهم ليسوا الاعين الطيبة والطهارة والفضل الكمال , ولذلك هم مظاهر رحمة الله سبحانه وعطفه وادلاء على كماله . و( وجد بطولك ومعروفك يارب العالمين ) اختيار كلمة مادة الجود يتضمن اعتراف بان ما يطلبه ليس لاستحقاق منه بل يطمعه في ذلك انه سبحانه منبع الجود ومن اجلسه تجرء العبد العاصي وغيره في طلبه منه و وطولك لفظ يومئ الى انه سبحانه صاحب اقتدار على الجود والتوسعة على من يريد ان يمن عليه من عباده , ولفظ المعروف قد اشرنا فيما سبق الى مايشير اليه مجملاً واختيار لفظ الرب من بين اسمائه تعالى يقتضي ان العبد الداعي معترف بان كل مالديه بتكوينه تعالى وبما يحيط به وما حصل عليه من آبائه ومحيطه منه سبحانه واضافة كلمة الرب الى العالمين اعتراف بشمول ربوبيته وسعة رحمته للكائنات كلها . و ( صلى الله على محمد خاتم النبين واله الطاهرين ) وهذه عودة من الداعي الى الصلاة على النبي واله وهو تنفيذ لما امرنا به من ان يكون هناك صلاة على النبي قبل الدعاء وبعده واختيار وصف خاتم النبين من بين القابه (ص) يتضمن الاعتراف بنبوته وان رسالته خاتمة الرسالات وشاملة واعمة للاجيال كلها الى يوم القيامة وهو اقرار بالاسلام الحقيقي , وذكر اهل بيته بوصف الطهارة اعتراف بفقدان معانيهما لدى العبد العاصي فقط واستجلاب للعطف الالهي للداعي وللنبي واله لانهم يستحقون الصلاة من العباد ومن الله عليهم التي هي رحمة مع اخذ الوصول في طيتها ( الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) في ذكر هذه اشارة الى معاني منها ان الله تعالى هو الذي جعل هؤلاء المعصومين (ع) في هذه المرتبة فهو احق ممن يمن عليهم وهم احق برحمته من غيرهم وتضمين هذه الفقرة من الاية الشريفة لهذا الدعاء يتضمن الاعتراف بكمالهم وامتيازهم عن غيرهم كما انه يشير الى ضرورة كسب الطهارة والسعي في الابتعاد عن الرجس في حق كل واحد وفقدان هذه المعاني لدى الداعي غير المعصوم وفي المعصومين يكون ذكر ذكر ذلك باعثاً على طلب استمرار العطف الالهي بما من عليهم (ع) يحثه عن التضرع الى الله سبحانه ويلفته الى مدى حاجته اليه تعالى والى الطاهرين لكسب شفاعتهم ليستأهل الوقوف على عتبة المدعو الذي هو عين القدس فسمح تعالى له بانشاء الدعاء اعظم فضل ومنه على العبد مع عدم استحقاقه الملزم لكل ذلك ( ان الله حميد مجيد ) في هذه الجملة اقرار وشهادة بان ذاته المقدسة المستجمعة لجميع الكمالات يستحق كل المدح والثناء الجميل بانواعه , وانه صاحب مجد وعز وجلالة وكرامة . و ( اللهم اني ادعوك كما امرت فاستجب لي كما وعدت انك لاتخلف الميعاد ) هذه الفقرة تتضمن اشارة الى قوله سبحانه ادعوني استجب لكم وقوله سبحانه {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186 كما في هذه الفقرة اعتراف بان العبد مقصر ومتكلف بالوقوف بين يديه سبحانه وقفة المطيعين في غير المعصومين وفيهم اعتراف بالحاجة اللازمة بمقتضى الامكان الذاتي ويستدر عطفه سبحانه بانه كما امر بمنه بالدعاء وسمح له بالوقوف على باب رحمته فاليتفضل عليّ بالاستجابة كما تفضل على بالوعد بها . وهذا مجمل القول في فقرات الدعاء العظيم الذي لا يسع لنا المجال في معانيها , ونتعتذر والعذر عند كرام الناس مقبول . ورد في دعاء الفرج هذه العبارة ( يا محمد يا علي يا علي يا محمد اكفياني فانكما كافيان وانصراني فانكما ناصران ) ونحن نعلم ان الانبياء (ع) والاولياء (ع) هم ابواب الله وانهم لا يفعلون شيء الا باذنه تعالى ولكن ظاهر هذه العبارة كما قال البعض انها استعانة بهم ولم تذكر باذن الله فكأنها اقرب الى الشرك في الافعال من التوسل بهم (ع) وقد قرأت لاحد الشخصيات المعروفة في لبنان محاضرة يقول فيها : ( ان هذا الدعاء لم يرد عن معصوم وانما عن احد العلماء ) وبعدها كانه نصح بعدم قراءته , واشكال اخر ذكره البعض ان العوام لا يعرفون المعنى الصحيح لهذا الدعاء وغيره بمعنى انهم لا يستحضرون العقيدة الصحيحة في انفسهم عند قراءة هذه الادعية فيقعون في الشرك بخلاف الذي يفهم التوسل الصحيح فيمكن ان يقرا هذا الدعاء ولا يكون مشركاً فالافضل ان ننصح بعدم قراءته لان الاغلب عوام , شيخنا الجليل ما هو التكليف الصحيح تجاه تلك الادعية وما هو جواب كلا الاشكالين ؟ ج/ بسمه سبحانه لاشك في ان الدعاء يتضمن التوسل والاستشفاع بالمعصومين عليهم الصلاة والسلام ولا اظن عاقلاً يغفل عن هذا المعنى ولا اظن ان هناك عاقلاً يعتقد ان الله تعالى – العياذ بالله – احيل على التقاعد وتولى غيره مهامه , ومعظم الناس كلهم او جلهم اذا جهلوا المعنى الدقيق فيتصورون ما يقصده العلماء العاملون وبهذا يخرج الكل من الشبهة التي اثارها بعض من يدعي العلم زوراً وبهتاناً والذين يتسرعون في الحكم بالشرك والكفر وغيره من دون تورّع او خوف من الله كما يفعل النصاب فاولئك محشورون مع اعداء اهل البيت واما قراءة الدعاء برجاء المطلوبية فلا ما نع من ذلك ولا يضر عدم ثبوت السند الى المعصوم (ع) والله العالم .
السؤال:ما معنى هذا الدعاء :( يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا عون الضعفاء يا كنز الفقراء يا عظيم الرجاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل ) ؟
الجواب:بسمه سبحانه ( يا كريم العفو ) العفو له مراتب وانواع واصناف والعفو الذي ياتي منه سبحانه اعلا واشرف من كل ذلك لان الانسان بتصرفاته الهوجاء يستحق اقبح ما يمكن ان يتخيله احد لتصرفاته وجزاءً وفاقاً على تمرده لان كل ما يفعله الانسان من الشر والانحراف يستعين بنعمه تعالى بدءاً واستدامةً على تلك التصرفات فيكون المعبود اعظم واقوى مظلوم لأقبح واضعف ظالم , ثم لا يطلب التوبة والعفو والغفران والطالب الذي جعله الله تعالى عبادة وبمن عليه على فعلها فكان عفوه اشرف واطيب عفواً من جميع اقسامه واصنافه ومراتبه فسبحانه سبحانه سبحانه . (يا حسن التجاوز ) التجاوز عن الذنب والخطأ ايضاً أصناف وأقسام كما اشرنا اليه وبتجاوزه تعالى عن المسيئين يعتبر احسن من تجاوز أي متجاوز عن أي مسيء ، فان اساءة المسيئين اقبح من كل اساءة فكان تجاوزه احسن من كل تجاوز . (يا عون الضعفاء) الانسان بطبعه ضعيف قال الله سبحانه ( خلق الانسان ضعيفاً ) وجاء في الكلام المنسوب الى سيد الاوصياء عليه السلام ما مضمونه في مقام بيان ضعف البشر ان البعوضة تؤذيه وانه يعجز عن استرجاع ما تسلبه منه الذبانه ولا يتحمل ابسط مرض ويجزع بسرعة مع ان كلما ينزل به لا يخلو اما من فعله وهو الغالب او من الله سبحانه تمحيصاً لهعن الذنوب او رفعاً للدرجات ان وفق للصبر ، فهو –أي الانسان- ضعيف في ضعيف في ضعيف , بل كل الكائنات لحاجتها الى واجب الوجود في حدوثها وبقائها ضعيفة وهو المعين للكل على كل ما يفتقر اليه . (ياكنر الفقراء ) بما ان كل ما عداه تعالى محتاج ومفتقر اليه , وفي طليعته البشر قال الله سبحانه ( والله الغني وانتم الفقراء ) ومعنى الكنر ان يكون شيء مخفي معد لغاية شريفة او لسد الحاجة في وقتها ومعلوم ان هذا المعنى يتجلى بابهى صوره فيما اعد الله لعباده فه خير ما يسد به الحاجة فان استغنى الانسان بمقدار ارتباطه به تعالى وفي الواقع ليس هو استغناءً بالمعنى الحقيقي بل هو زيادة افتقار وتعلق وارتباط اليه وبه تعالى وهو الشرف الاعلى كما جاء في الدعاء الذي علمه الامام السجاد (ع) لتلميذه ابي حمزة الثمالي ( الحمد الذي وكلني اليه فاكرمني ولم يكلني الى الناس فيهينوني ) . ( ياعظيم الرجاء ) كل ما يتمنى الانسان ويترجاه من غيره تعالى فهو في الواقع خيبة خسارة لان غيره تعالى مثل المرتجي منه او اسوء حالاً منه فالرجاء الى غير الله تعالى خسارة فهو في صورة رجاء وسرعان ما يكشف الله للعبد المؤمن انه اخطأ وما كان يعتبره رجاءً لم يكن الا وهماً فالرجوع اليه سبحانه والرجاء به يكون عظيماً لعظمته تعالى . (يا منقذ الغرقى ) والتعبير عنه تعالى بمنقذ الغرقى وان كان في بدو الامر يتخيل انه ينقذ من يشرف على الغرق في الماء ( تعبير عن المتوقع بالحاصل بعلاقة الاول ) الا انه في الواقع – والعلم عند عند الله – شبه جميع المشاكل والورطات التي ينزلق اليها العبد لسوء فعله او قبح سريرته بالبحر وعبر عن المتورط بها بالغريق ويسمى ذلك في المصطلح بالترشيح . ( يا منجي الهلكى ) قال الله سبحانه ( كل شيء هالك الا وجهه) فالمقصود بالهلاك هنا هو فقدان الانسان لكل قومات الحياة الفانية ومنافعها والحياة الاخروية التي هي الحَيَوان (واستعمال لفظ في هذا المعنى متعارف ) وانقاذ الانسان عن المفاسد التي تنزلق اليها او يشرف على الوقوع فيها او الذين تورطوا في ذلك يعتبر انجاءً من الهلاك . (يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل ) فان هذه اسماء صفاته تعالى مشتقة من تفضلاته وانعامه واحسانه وهبة جماله في فعله تجاه امثالنا العباد . والله العالم
السؤال:البعض يقول ان جملة ( و اوطأته مشارقك ومغاربك ) مخالفة لصريح القران الكريم ، فما هو تعليقكم ؟
الجواب:بسمه سبحانه ليس فيه مخالفة مع القرآن والله العالم .
السؤال:اذا لم يثبت اسناده لاحد المعصومين (عليه السلام) هل يجوز لنا قراءته ؟ و بأي نية تكون ؟
الجواب:بسمه سبحانه يقرأ بقصد الدعاء من دون الجزم بالنسبة الى أي معصوم (عليه السلام) . والله العالم .
السؤال:ما هو رايكم في دعاء الندبة من ناحية سنده ومتنه ؟
الجواب:بسمه سبحانه يقرأ هذا الدعاء بقصد التقرب لما لدينا من بعض النقاش في سنده . واما المتن فلا اجد فيه ما يوجب التوقف فيه . والله العالم .
السؤال:ما هي الأعمال المؤكدة والثابت إستحبابها في ليلة القدر ؟
الجواب:بسمه سبحانه أهمها زيارة الإمام الحسين عليه السلام من قريب أو بعيد ، ثم قراءة القرآن خصوصاً بعض السور التي وردت الروايات في إستحباب قرائتها و قد ذكرت في مفاتيح الجنان و كتاب الإقبال ، ثم النوافل مائة ركعة و هذا كله لغير طالب العلم و إنما الأفضل هو كسب العلم في المطالعة و التحقيق والدرس والتدريس . و الله العالم و هو الموفق
السابق
1
2
3
4
التالي